ألقى الرئيس الفخري لوقف محبي النبي الشيخ "محمد غوكطاش" كلمة في ماردين، قدّم فيها رسائل مؤثرة حول طيف واسع من المواضيع، من غزة إلى نماذج من صحابة النبي ومسؤوليات المسلمين.

شارك الرئيس الفخري لوقف محبي النبي الشيخ "محمد غوكطاش" في برنامج نُظم في ماردين، مؤكدًا في كلمته أن مقاومة غزة وما يقدمه أهلها من ثبات وصبر، يشكّل مصدر إلهام وسببًا لصحوة عالمية، ومشيرًا إلى أوجه الشبه بينها وبين مواقف الصحابة في صدر الإسلام.

نظم وقف محبي النبي البرنامج في ماردين ضمن فعاليات "شهر الصحابة في شهر نوفمبر"، تحت عنوان "النجوم التي تُنير طريقنا"، وتناول سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير، حيث أُقيمت الفعالية في قاعة مؤتمرات جامعة أرتوكلو، حيث بدأت بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلا ذلك تقديم الأناشيد من قِبل فناني وكالة "أوزلم".

واستمر البرنامج بعرض فيلم قصير يتناول حياة مصعب بن عمير، مصحوبًا بالأناشيد الدينية.

وفي كلمته أمام الحضور، أشار الشيخ غوكطاش إلى أن مقاومة غزة تُجسّد مواقف إيمانية عظيمة تُذكّر بمواقف الصحابة، مؤكدًا أن الأمة الإسلامية رغم ما تمر به، تعيش حالة من النهضة والانتشار الواسع، ولا ينبغي لها أن تفقد الأمل.

وقال غوكطاش، متناولًا مشاهد الصبر في غزة: "أيُّ صحابية في مكة كانت تجمع أشلاء أطفالها في كيس وتقول إنا لله وإنا إليه راجعون؟ هل شهد التاريخ مثل هذه المواقف؟ اليوم في غزة يُعاش الدين بصورة من أعظم ما يكون. أمٌّ تضم أحد أبنائها تحتضنه، وتُغطّي الآخر، وأطفال يجتمعون حول جثمان أمهم، ومع ذلك يحمدون الله ويقولون إنا لله وإنا إليه راجعون. هذه ليست مواقف عادية".

وأشار إلى أن الإسلام ينتشر بسرعة كبيرة، لافتًا إلى أن أكثر من 600 إلى 700 ألف شخص دخلوا الإسلام حول العالم خلال الفترة الأخيرة، مرجعًا ذلك إلى ثبات غزة، وحركة حماس، وكتائب القسام، وصبر الأمهات والأطفال هناك.

"الإسلام يعيش أيامًا جميلة"

وأوضح "غوكطاش" أن مشاهد التعاطف مع غزة في أوروبا لم يسبق لها مثيل، قائلًا: "رأينا امرأة أوروبية تدعو الله وهي تشاهد أمًا فقدت أبناءها لكنها تبتسم وتحمد الله، فتقول: اللهم ارزقني إيمان هذه المرأة. وهذه المشاهد ليست قليلة. متى في التاريخ خرج مئات الآلاف في باريس ولندن وبرلين وبرشلونة يهتفون: فلسطين حرّة و يسقط الصهيونية؟".

وأضاف: "قد نظن أننا مهزومون تحت القصف، لكن الله يقول: كُتِبَ عليكم القتال وهو كره لكم، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم. ورغم الألم والعجز، إلا أن الإسلام اليوم يعيش نهضة حقيقية. في عواصم أوروبا تُقام الصلوات خلال التظاهرات، ويقف الشباب المسيحي لحماية المصلّين. هذا ليس أمرًا بسيطًا، بل بداية مرحلة جديدة".

واعتبر "غوكطاش" أن معركة غزة ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل تحوّل عالمي: "الله يعلم أننا نريد حرية لغزة، لكنه يريد ما هو أكبر.. يريد أن ينهار النظام الصهيوني والإمبريالية الأمريكية. لذلك يشتدّ الأمر. حتى نيويورك، أكبر مدينة يهودية وصهيونية في العالم، شهدت تحولًا مذهلًا، فقد فاز مرشح أعلن صراحة: إن جاء نتنياهو إلى هنا فسأعتقله، أليس هذا نصرًا؟ بل هو أيضًا هزيمة لترامب ومن يشبهه".

وأشاد غوكطاش بكتائب القسام، قائلًا: "إن اختيار عناصرها يتم وفق معايير صارمة:، حيث يُشترط أن يكون عمره فوق 17 عامًا، وأن يكون حافظًا للقرآن، وألا يكون فاته فرض صلاة واحد. كما يتم تدريبهم على أحدث تقنيات الحاسوب والذكاء الاصطناعي لصناعة صواريخهم. ومع كل ما جرى من قصف، هل رفع القسام الراية البيضاء؟ الكافر يقصف من الجو لكنه لا يستطيع مواجهة المجاهدين وجهًا لوجه. فلا يحزن أحد".

وأكد أن العالم يشهد صعودًا واضحًا للإسلام: "لو سألت أمريكا وروسيا والصهاينة وأوروبا: ما هو أكبر خطر تخشونه؟ لوجدتَ الإسلام في أول صفحات تقاريرهم. الإسلام قادم، وهم يعلمون ذلك".

مصعب بن عمير نموذج للثبات

واختتم غوكطاش حديثه بالتذكير بسيرة مصعب بن عمير، قائلًا: "كان من أجمل شباب مكة وأكثرهم نعمة وثراء، لكنّه اختار طريق النبي ﷺ، رغم معارضة والدته، فصار من أعظم رجال الإسلام. كان حامل راية المسلمين في أُحد، بينما كان أخوه يحمل راية الكفار. اليوم نُسيت أسماء الكفار، وبقي اسم مصعب خالدًا إلى يوم القيامة، لقد أسلم على يديه أهل المدينة من الأوس والخزرج، ليُصبح من أعظم رسل رسول الله ﷺ. نسأل الله أن يرزقنا أن نكون مثل مصعب".

واختُتم البرنامج بالدعاء. (İLKHA)